بدلا من أن يستعد شريف لتوزيع دعوات حفل زفافه بعد أيام.. تبدلت الأوضاع فجأة.. وجاء الجميع بالفعل لكن لحضور جنازته وزفه إلي مثواه الأخير.
الحكاية باختصار!
اندلعت مشادة حامية بين مواطنين من منطقة شبرا الخيمة.. وبسرعة حاول شريف »العريس« ابن الحتة.. شهدت الأوضاع بين الجارين.. لكن فجأة أخرج أحدهما مسدسه وأطلق طلقتين في قلب العريس.
الحادث بشع فعلا.. ومليء بالمفارقات الغريبة.. خاصة أن العريس لم يكن طرفا في تلك المشادة التي تحولت إلي خناقة حامية..
"أخبار الحوادث المصرية" تحكي تفاصيل الحادث البشع كما حدث.. من خلال لقائنا مع أسرة العريس القتيل فماذا حدث؟!
كان في قمة فرحته.. فأخيرا سينال مراده.. ويتزوج ممن أحبها.. بعد قصة حب كبيرة.. بدأت قبل عامين.. كان شاهدا عليها الأهل والأصدقاء.. وكانت مثلا للمحبوبين والمعشوقين.. فمنذ شهور عقد شريف قرانه علي قريبته التي تسكن نفس بلدته »محافظة سوهاج«.. أستطاع توفير شقة في منزله بمنطقة شبرا الخيمة.. بل كان يستعد هذه الايام لشراء باقي مستلزمات وأجهزة شقته..
الجميع ايضا كانوا سعداء لفرحته.. لأنه كان مثالا للشاب الطموح الملتزم المحب لكل من حوله.. لكن مشادة عادية.. تحولت إلي خناقة عنيفة راح ضحيتها شريف »ابن الحتة« بعد لحظات من اندلاعها.. لكن كيف حدث هذا؟!
يوم عادي!
قبل أيام قليلة طرقنا باب شقة أسرة العريس القتيل شريف.. لنعرف من أسرته الحكاية من بدايتها إلي نهايتها.. والتقينا بشقيقه هاني محمود صالح.. قال لنا في بداية كلامه والمأساة تبدو علي وجهه: كان يوما عاديا مثل أي يوم.. خرج أخي »٤٢ سنة« كعادته إلي عمله في احدي شركات الادوية بمدينة نصر.. وفي ميعاده المحدد عاد وقبل أن يأتي إلي البيت زار في الطريق احدي محلات السيراميك.. لشراء بعض الكميات لمنزله الجديد.. الذي كان يستعد للزواج فيه.. وللأسف فور دخول أخي المحل.. سمع أصواتا عالية في الخارج.. وعندما خرج ليتطلع الأمر رأي مشادة كلامية بين اثنين من جيرانه.. علي الفور بادر شقيقي شريف بمحاولة الاطلاع بين الجارين.. مثل معظم المتواجدين في المكان.. واستطاع بالفعل تهدئة الأمور لبعض الوقت.. لكنه لم تمر سوي دقائق قليلة وعادت المشكلة تنفجر من جديد.. لكن بصورة أكثر سخونة وباحداث سريعة جدا.. عاد أخي من جديد لفض الأشتباك.. بعدما لاحظ أن أحد طرفي المشكلة وهو تاجر يمسك في يده مسدسا ويهدد به الطرف الأخر من المشكلة.. وهنا تنبه أخي واتجه إلي التاجر.. ونادي إليه بأعلي صوته وطالبه بخفض السلاح حتي لايصاب أحد من الموجودين.. لكنه بدوره ان التاجر خشي منه أخي.. فقام بتصويب السلاح ناصيته.. وأطلق عليه رصاصتين!
محاولة أنقاذ!
ويتنهد هاني شقيق شريف القتيل ثم يضيف قائلا: هنا سقط أخي علي الأرض.. وسط بركة من الدماء.. التي أنفجرت من جسده هرول الجميع في محاولة لانقاذه.. بينما أتصل أخرون برجال الشرطة.. وحضر بعض الأشخاص لابلاغنا.. فأسرعنا إلي مكان الحادث.. لنجد أن أهل الخير نقلوا أخي إلي أحد المستشفيات الحكومية.. وعندما ذهبنا إلي هناك.. لم نجد أخي.. وعلمنا بعد لحظات انه توفي في الطريق متأثرا بجراحه.. وبذلك أنتهت حياة شقيقي بدون أي ذنب.
ويستكمل هاني كلامه قائلا: لحظات قليلة وحضر رجال الشرطة إلي مكان الحادث لاجراء التحريات والقبض علي الجاني الذي أسرع بالهروب من المنطقة فور الحادث.. لكن لم تمر الا ساعات قليلة واستطاع الرائد محمد فوزي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة القبض عليه!
العروس في ذهول!
وسكت شقيق القتيل قليلا ثم يعاود قائلا: لم نصدق حتي هذه اللحظة ما حدث.. فجميع الاقارب والاصدقاء حضروا من سوهاج لا لحضور زفاف أخي وانما لتشييع جثمانه إلي مثواه الأخير!
فقد كان يستعد لزفافه بعد العيد مباشرة!
أما العروس فهي تعيش في ذهول.. عجزت حتي عن ان تبكي.. صامته طول الوقت.. تعيش داخل حجرتها لاتبرحها ابدا.. فستانها الابيض الذي اشترته سيظل ذكري مؤلمة يذكرها بحبيب القلب.. لم يبق لها سوي البومات صور الخطوبة وعقد القران وصوت شريف الذي لايزال يرن في اذنيها!
أحيانا تحدث نفسها بان ما تعيشه هو كابوس حتما ستصحو منه وتكتشف انها كانت خاضعة لحلم سخيف.. لكن الواقع اقوي والموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا!
شريف مات.. تلقي رصاصتين في قلبه وودع الجميع إلي مثواه الاخير وبقيت الاحزان تتجرعها أسرته!