سيدنا هود عليه السلام
هو هود بن رباح بن عاد بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام
عاد قوم سيدنا هود
بعد نجاه المؤمنين مع سيدنا نوح فى السفينه عاشوا فترة من الزمن جميعا فى العراق ثم تفرق ابناء سيدنا نوح في البلاد فرحل ابنه سام الى جنوب اليمن واقام بها هو وابناؤه يعبدون الله ويطيعون اوامره ويحافظون على دينه وظلت هذه الذريه لا تشرك بالله شيئا وتفعل الخير وتبعد عن الشر فبارك الله فى اموالهم وابنائهم ومنحهم الصحه والعافيه لدرجه ان اجسامهم كانت ضخمه جدا وذلك لكى يتحملوا مصاعب الصحراء التى كانوا يعيشون فيها وكان يقال ان طول الواحد منهم يصل الى سبعين ذراعا وكان هؤلاء القوم يسكنون خيام ذات اعمده ضخمه قويه وصفها الله تعالى بقوله "الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد " وكان لقوتهم الجسميه اثر عظيم فى ارهاب القبائل التى تجاورهم
اغواء الشيطان
على الرغم من ان الله منحهم الصحه والعافيه وانعم عليهم بنعم كثيره الا انهم انحرفوا عن طريق عباده الله واتبعوا عباده الاصنام فكان اغنياؤهم يعبدون ثلاثه اصنام هم "صمدا"و"صمودا"و"هرا" واتبعهم بقيه القوم بعد ذللك فارسل الله لهم نبيهم هود لكى يعلمهم الخير ويبعهم عن عباده الاصنام
دعوة سيدنا هود
بعد ان نزلتا الرساله على سيدنا هود وامره الله بتبليغ الناس تعاليم الله وتذكيرهم بنعم الله وترك عبادة الاصنام التى لا تضر ولا تنفع خرج سيدنا هود ليتحدث مع قومه قائلا لهم ياقوم اعبدوا الله الذى خلقكم ورزقكم الصحه ورزقكم المال والاولاد قال الله تعالى حاكيا ذلك "واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فى الخلق بصطه فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون" وقال لهم واذكروا ان اله رزقكم عقولا تفكرون بها فبنيتم الابنيه الجميله التى لانرى مثلها فى بلاد غير بلادنا فهل يصح بعد ذلك ان نعبد الاصناكم ؟! وقالوا لسيدنا هود: انا نرى ان عقلك حدث فيه شئ قال سيدنا هود: ان عقلى سليم ولكنى ابلغكم رساله من عند الله فهى نصيحه وارجو ان تعملوا بها لعلكم تفلحون
فقالو له : يا هود ما جئتنا بما يبين ذلك ولن نترك عبادة الاصنام
كلام كاذب:
قال بعض الناس من قوم نوح الذين كانوا يستفيدون من عبادة الاصنام حيث كانوا ياكلون من الذبائح التى يتقرب بها الكفار الى الاصنام فيذبحونها عندها فقالوا كلاما كذبا ليس صحيحا عل سيدنا هود وهو انه اصيب بالجنون وقالوا : كيف يكون نبيا وهو بشر مثلنا ياكل مما ناكل منه ويشرب مما نشرب ؟! ولو سمعنا كلام بشر مثلنا نكون سفهاء وقالوا : لو انزل الله انبياء من الملائكه؟ ولكن كيف يستطيعون على اتباع الملائكه فى العباده وهم بشر؟! وكذبوا كلام سيدنا هود عندما قال لهم : ان الله يحيى الانسان بعد موته مرة ثانيه ؛ ليحاسبه على اعماله
اصرار على الكفر:
لم ييأس سيدنا هعود من دعوة قومه وكان يحاول اقناعهم بطرق مختلفه ؛ لكى يتركو عبادة الاصنام ويعبدوا الله وحده الذى لا شريك له لان جميع المخلوقات خلقها الله وحده سبحانه وتعالى فمرة يوضح لهم نعم الله لكى يؤمنوا بالله ومره يثبت لهم ان الاصنام لم تخلقهم لذلك فهى لا تستحق العباده واحس الكافرون ان كل النعم التى يعيشون فيها من زروع وحدائق وابنيه عظيمه جائت بسبب تفكيرهم وليست هذه النعم الا بفضل ذكائهم وعقلهم ونسو فضل الله عليهم وانه هو الذى بيده خزائن السموات والارض
وهنا علم سيدنا هود والذين امنوا معه ان الشيطان سيطر على عقولهم وقلوبهم
انذار اخير:
خرج سيدنا هود يحاول مع قومه محاوله اخيره قبل ان ينزل عليهم العذاب من الله فقال لهم: يا قوم انى خائف عليكم عذاب الله ؛ لانكم عبدتم الاصنام وهذا شرك بالله وانا برئ مما تشركون قال له الكفار: اسكت يا هود والا عذبناك عذابا شديدا قال سيدنا هود: انا لا اخاف الا الله قال الكفار: وماذا سيفعل الله معنا؟ قال سيدنا هود : سوف ينزل عليكم عذابا فلا تتمتعون بحدائقكم ولا بيوتكم الجميله قال الكفار: وهل هناك ضرر واقع على ربك لاننا عبدنا الاصنام؟ قال سيدنا هود : الضرر سيقع عليكم انتم والدمار سينزل عليكم ان لم تطيعوا امر الله وتمتنعون عن عبادة الاصنام قال الكفار: واى ضرر يقع علينا نحن اصحاب الاجسام القويه والمبانى الضخمه؟ قال سيدنا هود: ان الله قادر على ان يهلك جميع من على الارض فى لحظه واحده قال الكفار: اذا كان ربك يقدر على ذلك فقل له يهلكنا ويدمرنا واغتر هؤلاء القوم بقوتهم فاستهانوا بكل شئ وظنو انه لا يستطيع احد ان ينتصر عليهم وانه لا حساب عليهم
عذاب شديد
بعدما احس قوم هود انه لا يقدر عليهم احد وان اصنامهم ستحميهم بدأ الله فى اخذ نعمه التى كان قد انعم عليهم بها فلقد منع الله عنهم المطر الذى ينزل بقدرته من السماء وهو الذى كان يعتمدون عليه فى حياتهم خاصة انهم يعيشون فى الصحراء وصلت عليهم حرارة الشمس الشديده كوت جلودهم فكانو يسرعون الى ابار المياه ليشربو منها ويضعوا الماء على اجسادهم فلا يجدون فيها ماء واحترق الزرع وماتت الماشيه وبعد ايام من العذاب راى قوم عاد سحابه سوداء قادمه فى اتجاههم فظنوا انها تحمل خيرا لهم
نهاية قوم هود:
سلط الله على قوم هود ريحا قويه قلعت الاشجار وهدمت المنازل فمات بعضهم تحت هدم المنازل وهرب بعضهم الى الجبال بحثا عن النجاة فكانت تنزل عليه نار من السماء تحرقه ثم تحمله الريح كما يحمل الهواء الخفيف لاوراق ثم يترك بعد ذلك بعد ان ارتفع فى الهواء امتارا بعيده فينزل على راسه ميتا كانه نخله خاويه واستمر القوم فى هذا العذاب المهلك سبع ليالى وثمانية ايام فسارو جميعا مثل الاشجار المتكسره الملقاه على الارض لا تتحرك فقال الله تعالى حاكيا عن قوم هود وما انتهى اليه امرهم من العناد والتكذيب والاستكبار على نبى الله : ( واما عاد فاهلكو بريح صرصر عاتيه سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حصوما فترى القوم فيها صرعا كانهم اعجاز نخل خاويه فهل ترى لهم من باقيه)
هذه نهاية كل من استكبر عن عبادة الله وحده وعاند انبياء الله فجعلهم الله عبره لغيرهم حتى يتعظ الناس لحالهم ولذلك ان الله ذكر قوم عاد وما حدث لهم فى سور كثيره من القرآن الكريم
نجاة المؤمنين:
اما سيدنا هود والذين امنوا معه فامرهم الله ان يدخلو كهفا معينا حتى لا يتعرضوا لما سينزل على الكافرين من عذاب ولن يصيب الله المؤمنين باى اذى وبعد الهلاك والدمار الذى لحق بالكافرين المعاندين المستكبرين خرج سيدنا هود والذين امنوا معه سالمين لم يصيبهم ضرر ولا اى شئ
قال الله فى القرآن عن سيدنا هود والمؤمنين معه: ( فانجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا باياتنا وما كانوا مؤمنين)
حياة جدبده
وعاش سيدنا هود والمؤمنين معه فى حضرموت بعد ذلك يعبدون الله وظلوا يدعون الى الخير الى ان توفاهم الله وهم على ذلك
ففازو بالنجاة من العذاب فى الدنيا
وباذن الله سيكونون فى جنات النعيم فى الاخره
نسأل الله صلاح الحال وحسن الختام